شحادة :أنا وَرْقَـةٌ قَديمةٌ في جَريدةْ
اللبنانية للأخبار ( شعراءنا ) بقلم الشاعر أ. محمود شحادة -أنا وَرْقَـةٌ قَديمةٌ في جَريدةْ
أتعَبَتْها المَنَافي ، وسَدّ عليها الوُلُوجُ بابَ الزّمانْ
والمُوَزّعونَ القُدامى اختَبَئوا في حقائبِهم
وفرّ المُعجَبونَ الى مدائنَ جديدةْ !
والمُحرّرونَ استقَالوا ، وخَلَّفُوا الدُّكَانْ ..
وحدي ، أحملُ أخبارَ العَالَمِ الآنْ
منذُ كانْ !
ووحدي أجلسُ في نَفسِ المكانْ
أرتّبُ هندامي ، ولا أحد يقرأني
أو يمشّطُ شَعري أو يداعبُ أحرفي الشّريدَةْ
هنا أنا لا سقفَ لي
لا نجومٌ .. لا غيومٌ ،، لا دُخانْ …
على صَدري عَبَرَ الأبطالُ إلى أحلامهم
واستوطنُوا الخلودَ والنّسيانْ
وهنا النّاجحونَ تحلَّقُوا
ووزّعُوا الحلوى بالمجّانْ
وهنا المُحبُّونَ زرعُوا ورودَهم في جَبهتي
وتَبادَلُوا الحبَّ والأحزانْ !…
هنا أنا في مدينتي الصّغيرةِ – البعيدةِ مَرمِيًّا
نصفَ وَطَنْ
وبلادي لم تَمُتْ ، ولكنَّ أهلُوها وحكَّامُها
قد مَجَّدُوا الوَثَنْ
ولاذُوا خلفَ شَاشَاتِهم
وخلَّفُوني على وَرْقَتي :
مَقطوعَ الّلسانْ …